الأحد

مكتوب ~ الرسول صلى الله عليه وسلم مع الشباب








تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال12181
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

لقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثله في تعامله مع الناس عامة ، ومع الشباب خاصة قبل البعثه وبعدها ، مما حبب الناس إليه وألفهم عليه ، فكان يثق في شباب الصحابة ، ويستأمنهم على أمور خاصة ، وقد كانوا رضوان الله عليهم على مستوى المسئولية في ذلك .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3808
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

الثقة بهم وائتمانهم وتوليتهم بعض المسئوليات
ومن ذلك : أمره لأسماء بن حارثة تبليغ قومه صيام عاشوراء . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مُر قومك فليصوموا هذا اليوم )) . قال : أرأيت إن وجدتهم قد طعموا؟ قال : فليتموا بقية يومهم )) .


ومن ذلك : اختياره صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم الذي كان عمره حينها قريباً من العشرين سنة لتكون موطناً لإجتماعه باصحابه ولقائه بهم ليختفوا عن قريش وكيدها وتآمرها .





ومن ذلك : بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بن حارثة إلى الشام وهو حينئذ شاب حديث السن وانتدب كثير من كبار المهاجرين والانصار في جيشه ؟ كان من أكبرهم عمر بن الخطاب .





ومن ذلك : إعطاؤه الراية لعلي بن أبي طالب في غزوة خيبر ؟ وإرسال مصعب بن عمير إلى المدينة ومعاذ بن جبل إلى اليمن .





إن الثقة فيهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعطي أعظم الدليل على أن الشباب في مثل هذه السن يمكن أن يرقوا إلى مثل هذا المستوى ، فهل يعقل شباب الأمه ومن يقوم على تربيتهم هذا الأمر ؟!





تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3815
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ فقال للغلام : (( أتأذن أن أعطي هؤلاء ؟ )) قال الغلام : والله يارسول الله لا أؤثر بنصيبي فيك أحداً . قال : فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده .
فالرسول صلى الله عليه وسلم احتفظ بحق الغلام حيث قدم له الشراب لإنه كان على يمينه فهذه صورة تربوية تجعل الغلام كأنه في مصاف الرجال ... )) . وفي قوله صلى الله عليه وسلم للغلام : (( أتأذن لي أن أسقي الشيخين ؟ )) صورة عظيمة من صور فتح الحوار والمناقشة الأخوية ، ثم إحترامه صلى الله عليه وسلم لرأي الغلام حيث أعطاه الكأس ، وهذا هو العدل الذي ننشده جميعاً .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال4087
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

إتاحة الفرصه للفتى بالتعبير عن ذاته
وذلك في عدم الإنكار عليه في بعض الامور التي تستجد في حياته من إهتمامه بمظهره ، أو الحديث عن نفسه وإبراز قدراته وإمكاناته مع الحذر ألا يتجاوز هذا التعبير حده فينقلب إلى ضده .


وقد أتاح رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل من سمره بن جندب ورافع بن خديج رضي الله عنهما الفرصة وهما ابنا خمسة عشرة سنة ، فقط ردهما عن المشاركة ثم أجاز رافعاً لإنه كان رامياً فقال سمرة : يارسول الله ، لقد أجزت رافعاً ورددتني ولو صارعته لصرعتــه ؟ قال : (( فدونكه )) فصارعه فصرعه سمرة فأجازه )) .



تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال2876
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

إن إبراز مكانة الشباب العلمية والثناء عليهم من الأمور التي تشبع عندهم الحاجة إلى التقدير والاحترام بالإضافه إلى مافي ذلك من توجيه غيرهم للإستفادة منهم بما عندهم من العلم .

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الثناء على كثير من شباب الصحابة في العلم وإبراز مكانتهم ، ومما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المجال قوله صلى الله عليه وسلم : (( خذوا القرآن من أربعة : من ابن أم عبد – فبدأ به – ومعاذ بن جبل ، وأبي بن كعب ، وسالم مولى أبي حذيفة )) . وبرز النبي صلى الله عليه وسلم مكانة الشاب معاذ بن جبل في العلم بقوله : (( أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل )) .

ويقول صلى الله عليه وسلم في ابن مسعود : (( من أحب أن يقرأ القرآن غضاً كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد )) .

وكثيراً ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني على الشباب ، وذلك لما للثناء من تأثير كبير على النفوس ، وخاصة نفوس الشباب ، وغالباً مايربط الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الثناء بتوجيه معين . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل )) فكان عبدالله بن عمر بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليل وقال صلى الله عليه وسلم عن علي بن أبي طالب في غزوة خيبر : (( لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله )) .

وهذا المنهاج هو الذي يجب أن يأخذ به كل معلم راشد ، فيشيد بالمواقف الحسنة لطلابه ، وينوه بكل من له موهبة أو قدرة ، وينمي فيه الطموح بالحق والتفوق بالعدل .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال4033
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

عن أبي سليمان مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال : أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شبيبة متقاربون ، فأقمنا عنده عشرين ليلة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيماً رفيقاً ، فظن أن قد أشتقنا إلى لإهلنا فسألنا عمن تركنا من أهلنا ؟ فأخبرناهفقال : (( أرجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم ، وعلّموهم ، وبروهم ، وصلوا كذا في حين كذا ، وصلوا كذا في حين كذا ، وصلوا كذا في حين كذا ، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن فيكم أحدكم وليؤمكم أكبركم )) .

ففي هذا الحديث يروي لنا مالك بن الحويرث كيف لقوا الرحمة والعطف والمعاملة الطيبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء إقامتهم عنده عشرين ليلة ، وقد حس الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم قد أشتاقوا إلى أهلهم فأمرهم بالرجوع إليهم ، وأوصاهم ونصحهم أن يقيموا عند أهلهم ويعلموهم ويبروهم ويقيموا الصلاة .

 ويلقى الرسول صلى الله عليه وسلم جابر بن عبدالله بعد أن قُتل والده في معركة أحد ، وتركه يعول أخوته ، فشعر الرسول صلى الله عليه وسلم بمصاب جابر وبفقد والده فيطيب خاطره ويراعي مشاعره ويقول لجابر : (( لقد كلم الله أباك كفاحاً بلا ترجمان  فقال : تمن ياعبدي . فقال : أتمنى أن تردني إلى الدنيا فأُقتل فيك ثانية ، قال : أنه سبق مني القول أنهم إليها لا يرجعون ، قال : أتمنى أن ترضنا عنّأ ، قال : فإني أحلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً )) . فيتهلل وجه جابر وتنفرج أساريره .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال2569
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

كان صلى الله عليه وسلم لا يتوقف في تعليمه للشباب على أسئلتهم بل يبتدئهم بالفائدة إذا لم يسألوا ، ومن ذلك إبتداؤه معاذ بن جبل حين كان رديفه ، قال له : (( يا معاذ بن جبل )) قال معاذ : (( لبيك يارسول الله وسعديك ، وكررها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ، ثم قال : (( هل تدري ما حق الله على العباد ؟ )) قال معاذ : الله ورسوله أعلم . قال : (( فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً )) . ثم قال : (( هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ )) . قال معاذ : الله ورسوله أعلم . قال : (( ألا يعذبهم )) .

وابتداؤه صلى الله عليه وسلم لإبي هريرة حين قال : (( يا أبا هريرة ، كن ورعاً تكن أعبد الناس ، وكن قنعاً تكن أسعد الناس ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً ، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً ، وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب )) .

ابتداؤه صلى الله عليه وسلم لابن عباس : (( يا غلام ، إني اعلمك كلمات : أحفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فسأل الله ، وإذا أستعنت فأستعن بالله ... )) .

ولقد خص صلى الله عليه وسلم شباب الصحابة ببعض العلم ليشعرهم بقيمتهم ، ويدعوهم إلى الاهتمام أكثر بهذا العلم الذي خصهم به . فقد خص صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل بقوله : (( فلا تدع أن تقول في دبر كل صلاة : ربي أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )) . ويقول صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب : (( أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ، لا تخبرهما يا علي ما داما حيين ))

وإذا توفر الشاب الحريص على الفائدة ، والمربي الذي يحرص على إفادة تلاميذة ، فإنه بذلك يحصل النفع الكثير ، كما كان حال الرسول صلى الله عليه وسلم مع صحابته وخاصة الشباب منهم .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3349
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

لقد رسم النبي صلى الله عليه وسلم فيما رسم منهجاً واضحاً في وصايا وجّهها لشباب الأمة المحمدية ، ممثلة في ابن عمه عبد الله بن عباس ، حيث قال له : (( يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفّت الصحف )) .

إن أول لبنة في بناء الشباب لبنة العقيدة ورسوخ الإيمان ، وصدق التعلق بالله وحده والاعتماد عليه ، (( ولقد تتابعت فقرات الوصية لابن عباس في هذا الحديث وكلها في قضايا الإيمان من الاستعانة وغيرها )) .

ويوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل وصية تدعم الإيمان وتزيده رسوخاًقائلاً له : (( اعبد الله كأنك تراه ، وأعدد نفسك في الموتى ، واذكر الله عند كل حجر وشجر وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة ، السرُّ بالسر ، والعلانية بالعلانية ))

بهذه الوصية جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل بين المراقبة والإخلاص والعلم والطهر ، وهي صلب العقيدة وغايتها وروحها ، ويوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمر أن تكون حاله في الدنيا كحال الغريب الذي ليس له مسكن يأوي إليه ، أو كعابر السبيل القاصد البلد البعيد ، فعن عبد الله بن عمر قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال : (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )) .

لقد جاءت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للشباب ابن عمر عكس ما يوصي به الناس الناس الشباب في هذا الزمن من تأمين المستقبل ، والتفكير في متطلبات الحياة ، وبذل الجهد في أسباب الراحة والسعادة الدنيوية .

ويوصي النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل وغيره من الصحابة إلى مراقبة الله سبحانه وتعالى في كل وقت ، وأن الله مطّلع عليهم في أي مكان كانوا : (( اتق الله حيثما كنت ، واتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن )) فالشباب معرّض أكثر من غيره للوقوع في المعصية لقوة دوافع الشهوة عنده ، فإذا ضعفت نفسه وزلّت قدمه فإنه يجد في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يمحو ذنبه ويريح قلبه .

وفي إطار حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تأديب الشباب ، ولعلمه صلى الله عليه وسلم أن الشباب في هذه المرحلة أحوج ما يكون إلى النصيحة والإرشاد فإنه يوصيهم ببعض الوصايا ، ومنها :

وصيته للشاب معاذ بن جبل بجملة من الأعمال ثم قال : (( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ )) قال معاذ : بلى ، فأخذ بلسانه وقال : (( تكف عليك هذا )) قال معاذ : يانبي الله ، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلم به ! قال : (( ثكلتك أمك يا معاذ ، هل يكبُّ الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم )) .
وهذه إشارة من الرسول صلى الله عليه وسلم للشباب إلى أن السلامة في كف اللسان ، فالكلام يخبر بمكنونات السرائر ، فحري بالعاقل أن يحذر من زلَلِه بالإمساك عن الكلام أو بالإقلال منه .

ويوصي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب بقوله : (( يا علي ، لا تتبع النظرة النظرة ، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة )) . ولمّا سأل جرير بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة أمره صلى الله عليه وسلم أن يصرف بصره .

ما أحوج الشباب إلى مثل هذه النصيحة والتأكيد عليها لاجتماع شهواتهم وكثرة الفتن في هذا الزمان .

ولأن الشاب قد تغلبه نفسه ويغلبه هواه فيقع فيما حرّم الله ، فقد حذّر الرسول صلى الله عليه وسلم في وصاياه الشباب من الوقوع في أمور كثيرة ، منها إسبال الثياب ، قال ابن عمر : مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي إزاري استرخاء فقال : (( يا عبدالله ، ارفع إزارك )) فرفعته ثم قال : (( زد )) فزدت ، فما زلت اتحراها بعد ، فقال بعض القوم : إلى أين ؟ فقال : أنصاف الساقين )) .

فلابدّ أن يدرك الشباب جيداً خطر هذا الجُرم ، وما يترتب عليه من الإثم ، ومن ذلك أن الله لا ينظر إلى من جرّ إزاره بطراً ، وأنه معرّض لأن يخسف الله به الأرض .

وكان صلى الله عليه وسلم يوصي الشباب با ستغلال شبابهم في العمل الصالح الذي يقربهم من الله سبحانه وتعالى ؛ لأنه يجتمع لهم من النشاط والقوة وصفاء الذهن والصحة والفراغ ما لا يجتمع لغيرهم .

عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيته بوضوئه وحاجته فقال : (( سل )) فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة ، قال : (( أوغير ذالك ؟ )) قلت : هو ذاك . قال : (( فأعني على نفسك بكثرة السجود )) .

كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبان أيضاً بكثرة السجود قائلاً : (( عليك بكثرة السجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلأا رفعك الله بها درجة ، وحط عنك بها خطيئة )) .

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا عبدالله ، لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل )) .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3508
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

( التوجيه المباشر- القصص وضرب الأمثال – الحوار والأقناع )

لقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم إمام المربين معيناً لا ينضب من الطرق والوسائل الناجحة لإيصال المعاني إلى الأذهان وتأصيلها في النفوس ، وتحويلها إلى حقائق حيّة تسعى بين الناس . فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي وضع المنهج السليم في التربية وهو أن يحسن المربي كيف يأخذ المتعلم من أقصر طريق إلى موقع الحق في أية قضية من القضايا.. وسوف نقتصر في مقامنا هذا على بعض الوسائل التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الناشئة وتعليمهم .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
الوثيقة مترجمة الى
الانجليزية   
تم قراءة المقال4339
أرسل هذه الصفحة الي صديق باللغة
الانجليزية   
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

كثيراً ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو المعلم الأول يضرب الأمثال في أحاديثه وأقواله ؛ لعلمه صلى الله عليه وسلم ما في الأمثال من قدرة على تقريب المعنى وبيان المقصود  ومن ذلك :

أ‌-  عن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بالسوق داخلاً من بعض العالية والناس كنفتيه ، فمرّ بجدي أسكّ ميت ، فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال : (( أيكم يحب أنّ هذا له بدرهم ؟ )) فقالوا : ما نحبُّ أنه لنا بشيء ، وما نصنع به ؟ قال : (( أتحبون أنه لكــم ؟ )) قالوا : والله لو كان حيّاً كان عيباً فيه ؛ لأنه أسك فكيف وهو ميت ؟ فقال : (( فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم )) .. في هذا الحديث بيّن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حقارة وهوان الدنيا عندما مثّل الجدي الميت بها .

ب‌- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة ، إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت )) ]متفق عليه [ في هذا الحديث مثّل النبي صلى الله عليه وسلم الشخص الذي يحفظ القرآن بصاحب الإبل المعقلة المربوطة – إن جعلها مربوطة استطاع أن يمسكها ، وإن أطلق رباطها صعب عليه مسكها .

ج- وعن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مرُّ ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مرٌّ )) ]مسلم [

        د- وعن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( مثل العائد في صدقته كمثل الكلب يعود في قيئه )) ]مسلم [  ففي هذا الحديث تنفير من الرجوع في الهبة والصدقة .

هـ- وعن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )) ]مسلم [ ففي هذا الحديث حثّ على التراحم والملاطفة والمعاضدة وأن يكونوا كالجسد الواحد .

يتبين مما سبق أهمية أسلوب ضرب الأمثال ، وأنه أحد أساليب التربية الناجحة والمؤثرة في تربية الناشئة .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3482
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلوب التدرج في التربية والتعليم إذا أراد أن يوصل بعض المعلومات إلى أصحابه ، ولم يقفز بهم الرسول صلى الله عليه وسلم قفزة واحدة لتعليم الإسلام جملة واحدة ، فقد كانت تربية رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لأصحابه تربية متدرجة .. فعن عائشة قالت : (( إنما أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار ، حتى إذا أثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر ، لقالوا : لا ندع الخمر أبداً . ولو نزل لا تزنوا ، لقالوا : لا ندع الزنا أبداً )) . ]فتح الباري (9/38) برقم 4993[.

وقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب التدرج عندما بعث معاذاً إلى اليمن فقال له : (( ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله أفترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة من أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وتردُ على فقرائهم )) .]مسلم [

وقد جاء في القرآن الكريم تحريم الخمر بصورة تدريجية ، مرّت بأربع مراحل :

الأولى : لفت نظر الناس إلى أضرار الخمر .
الثانية : ذكر بعض أضراره وأن فيه إثماً كبيراً .
الثالثة : نُهي عنه أثناء الصلاة .
الرابعة : تحريم الخمر وأنه من عمل الشيطان .

ويستطيع المربون استخدام أسلوب التدرج في تربية الناشئة ، بأن يبدأ المربي تعليم الطفل من الشيء المحسوس إلى المجرد ، ومن السهل إلى الصعب .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال4693
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

القصة لها قدرة عظيمة في جذب النفوس ، وحشد الحواس كلها للقاص ، وهي أحدى الوسائل الناجحة لعرض المادة العلمية سهلة وواضحة ، تجذب النفوس ، وتؤثر في القلوب ولذا اعتنى القرآن الكريم بذكر القصص لِما فيها من تسلية النفس ، وتقوية العزائم ، وأخذ العِبر والاتعاظ .

ولقد ورد في القرآن قصة آدم مع إبليس ، وقصة هابيل وقابيل ، وقصة موسى مع فرعون وقصة إبراهيم مع أبيه ، وقصة الثلاثة الذين خُلفوا .. وغيرها .. ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص على صحابته القصص ليثبتهم ، وليعلمهم ، وليربيهم ، وكان ذلك في أول الدعوة بمكة، يقول خباب : شكونا إلى سول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد ببردة له في ظل الكعبة ، فقلنا : ألا تستنصر لنا ، ألا تدعو لنا . فقال : (( لقد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيُجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط من الحديد ما دون لحمه وعظمه ، فما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون )) . ]البخاري [.

فهذه القصة فيها من الحِكم والعبر الكثير ، من ذلك : أن الابتلاء لأهل التوحيد سنة ماضية وفيها بيان فضيلة الصبر وذم الاستعجال وغير ذلك .. والقصص في السنة كثيرة منها :

-       قصة الأعمى والأبرص والأقرع
-       قصة الثلاثة الين لجئوا إلى الغار
-       قصة موسى مع الخضر


تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3946
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

(( تختلف عقول الناس ومداركهم من حيث الفهم وسرعة الاستجابة ، ويختلف الناس من حيث الانقياد والتسليم لشرع الله ، أمره ونهيه ، فمنهم من لا يأخذ بالدليل إلا إذا ظهرت له الحكمة من ذلك ، ومنهم من يكفيه الدليل ويقف عنده )) .

والحوار والإقناع استخدمه الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً ، من ذلك :
ما  رواه أنس قال : قال أُناس من الأنصار حين أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ما أفاء من أموال هوازن ، فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يعطي رجالاً المائة ناقة فقالوا : يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشاً ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم قال أنس : فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم ولم يدع معهم غيرهم ، فلما اجتمعوا قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( ما حديث بلغني عنكم ؟ )) فقال فقهاء الأنصار : أما رؤساؤنا فلم يقولوا شيئاً ، وأما ناس منا حديثة أسنانهم فقالوا : يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشاً ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( فإني أعطي رجالاً حديثي عهدٍ بكفر أتألفهم ، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وتذهبون بالنبي إلى رحالكم ، فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به )) قالوا : يارسول الله ، قد رضينا )) . ]البخـاري [ .

وفي هذا الأسلوب تبرز قوة النبي صلى الله عليه وسلم في الحوار ، وإثارة العواطف ، والتأنيب والا سترضاء ، فا قتنع الصحابة أيما اقتناع مما جعلهم يبكون ويرضون برسول الله صلى الله عليه وسلم قسماً وحظاً .. كما جاءت به بعض روايات الحديث .

ومن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله ، وُلِد لي غلام أسود ، فقال : (( هل لك من إبل ؟ )) قال : نعم . قال : (( ما لونها ؟ )) قال : حمر . قال : (( هل فيها اورق ؟ )) قال : نعم . قال : (( فأنى ذلك ؟ )) قال : نزعة عرق . قال : (( فلعل ابنك نزعة )) .

فالرسول صلى الله عليه وسلم بيّن للرجل بأسلوب عقلي سهل وميسور ، وحاوره وضرب له مثالاً من بعض ما يملكه هذا الرجل ليكون أقرب إلى فهمه .

وعن ابن عباس أن أمراءة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي نذرت أن تحج فماتت قبل أن تحج أفأحج عنها ؟ قال : (( نعم ، حجي عنها ، أرأيت لو كان على أمك دينٌ أكنت قاضيته ؟ )) قالت : نعم . قال : (( فاقضوا الذي له ، فإن الله أحق بالقضاء )) ]مسلم [ .
فالرسول صلى الله عليه وسلم استخدم أسلوب المحاورة مع هذه المرأة ليضمن  وصول المعلومة إلى ذهنها ، وكان بإمكان الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجيب بكلمة نعم وينتهي الامر ، ولكنه أراد صلى الله عليه وسلم من هذه السائلة الاستجابة المبنية على الفهم والا قتناع التام .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أتدرون من المفلس ؟ )) قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال : (( المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أٌخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طُرح في النار )) .]مسلم [

وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يستخدم هذا المنهج إيقاظاً لانتباه صحابته ، وتحريكاً لعقولهم ، حتى يستقبلوا هديه وتعاليمه بنفوس عطاش ، وقلوب ظماء ، فيستقر فيها أثبت استقرار ويعلق بها علوق الروح بالأجسام ))

وفي قصة الشاب الذي استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الزنا يتجلى لنا الأسلوب النبوي العظيم في محاورة الشاب ومناقشته وإقناعه ، وسوف نوردها في مبحث قادم حول أسلوب الرسول في معالجة أخطاء الناشئة إن شاء الله .

وبعد ، فإن هذه الطريقة تدريب للمتلقي على التفكير وتشجيعه على المناقشة ، وتعويده على العطاء والمشاركة وإبداء الرأي .

قال الدكتور أحمد بن نافع المورعي : (( وإن أي تربية بدون استخدام هذه الوسيلة قد تعتبر فاشلة ؛ لأنها تكوّن شخصاً ضعيف الشخصية ، عديم التأثير )) .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3021
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

من الأساليب التربوية الناجحة التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم تكرار الكلمة أكثر من مرة ليفهم السامع ويدرك تلك الكلمة فهماً واستيعاباً ، والتكرار قد يكون في الجُمل ، وقد يكون في الأسماء ، وقد يكون في غيرها ، ومما جاء في تكرار الكلمات ما رواه أنس بن مالك (( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاُ حتى تُفهم عنه ، وإذا أتى على قوم فسلّم عليهم سلّم عليهم ثلاثاُ )) ]رواه البخاري [

وعند الترمذي من حديث أنس : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثاً لتُعقل عنه )) .

قال المباركفوري : (( والمراد أنه كان صلى الله عليه وسلم يكرر الكلام ثلاثاً إذا اقتضى المقام ذلك ، لصعوبة المعنى ، أو غرابته ، أو كثرة السامعين ، لا دائماً فإن تكرير الكلام من غير حاجة ليس من البلاغة ))

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( رغم أنف ، ثم رغم أنف ، ثم رغم أنف من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخلاه الجنة )) ]مسلــم [ فالرسول صلى الله عليه وسلم كرر كلمة رغم أنف ثلاث مرات ليجذب الانتباه ويهيئ النفوس للكلمة التي بعدها توكيداً لأهميتها .

ويقول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه البخاري : (( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر – ثلاثاً - )) قالوا : بلى يارسول الله . قال : (( الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين )) وكان متكئاً فجلس فقال : (( ألا وقول الزور )) قال : فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت )) ]البخاري [.

(( وقد كرر الرسول صلى الله عليه وسلم قول الزور ؛ لأن قول الزور وشهادة الزور يقع ضررها على الفرد نفسه وعلى المجتمع مما قد يسبب ضياع حقوق الناس مما ينتج عنه الحقد والبغضاء ، وبالتالي يؤدي إلى تفكك المجتمع )) .

ومما ورد في تكراره صلى لله عليه وسلم للأسم ما رواه أنس بن مالك من قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل وكان رديف النبي صلى الله عليه وسلم : (( يا معاذ ابن جبل )) قال : لبيك يارسول الله وسعديك – ثلاثاً )) قال : (( ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صادقاً من قلبه إلا حرّمه الله على النار .. )) الحديث ..

وقد كرر الرسول صلى الله عليه وسلم نداءه لمعاذ بن جبل تهيئة للخبر العظيم الذي سوف يحمله ، والتكرار من أهم الطرائق التي يجب أن يتبعها المعلم والمربي ، فإن السامع قد يفوته بعض الكلام أو يعجز عن فهمه للمرة الأولى ، وقد يشرد ذهنه أو يسترعي انتباهه بعض ما حوله ، فيصرفه عن إدراك ما يسمع ، فيأتي التكرار إسعافاً له ومعونة ترده إلى المعنى ، وتوصل المعنى إليه .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3460
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

لقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب التشويق والإثارة ، إما بطرح سؤال يثير به النشاط الذهني ، ويجذب به الانتباه والتشويق لما سيقوله ، وذلك أن النفس البشرية تتطلع إلى استكشاف كل جديد . ويوضح ذلك الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات ، هل يبقى من درنه شيء؟ )) قالوا : لا يبقى من درنه شيء ، قال : (( ذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا )) .

وكذلك الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم  سأل الصحابة قائلاً : (( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها ، وإنها مثل المسلم حدّثوني ماهي ؟ )) فوقع الناس في شجر البوادي ، ثم قالوا : حدثنا ما هي يارسول الله ؟ قال : (( هي النخلة )) ]مسلم [.
فالرسول أشرك الصحابة في الحديث واستثار هممهم لا ستكشاف الإجابة ، ولم يلجأ لأسلوب الإلقاء .

ويتجلى أسلوب التشويق في قوله صلى الله عليه وسلم : (( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة )) . فكم كان تشوق الصحابة وتلهفهم لرؤية ذلك الصحابي الذي بشّر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة ثلاث مرات ؛ مما حدا بشاب من شباب الصحابة وهو عبدالله بن عمرو بن العاص للوقوف  على أعمال ذلك الصحابي ليقتدي به .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3007
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

لقد سبق الرسول صلى الله عليه وسلم التربية الحديثة بأربعة عشر قرناً حيث كان صلى الله عليه وسلم يدعم قوله في بعض أحاديثه برسومات ووسائل إيضاح تقرّب المعنى للأذهان فمن ذلك :

مارواه ابن مسعود قال : خطّ النبي صلى الله عليه وسلم خطاً مربعاً وخطّ خطاً في الوسط خارجاً عنه ، وخطّ  خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط فقال : (( هذا الإنسان ، وهذا أجله محيطاً به – أو قد أحاط به – وهذا الذي هو خارج أمله ، وهذه الخطط الصغار الأعراض ، فإن أخطأه هذا نهشه هذا ، وإن أخطأه هذا نهشه هذا )) ]البخاري [  وهذه دعوة للمعلمين لا ستخدام الرسومات في الكتابات مع الشرح للمساعدة في إيصال المعلومة بشكل سريع .

ومن الوسائل المرئية التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه القمر ، كما في حديث جرير بن عبد الله قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال : (( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ، ثم قرأ :{ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}(قّ: من الآية39) ]رواه البخاري [.

واستخدم الرسول صلى الله عليه وسلم وسيلة تشترك فيها الحواس الثلاث معاً ، فقد استخدم صلى الله عليه وسلم الجُمّار والنخلة ، فهم يرونها ويمسونها بأيديهم ويأكلون منها ، فعن عبدالله بن عمر قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بجمّار فقال : (( إن في الشجر شجرة مثلها كمثل المسلم )) ، فأردت أن أقول هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم فسكتُّ قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( هي النخلة )) . ]رواه البخاري [.

واستخدم النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه للإيضاح وتقريب المعنى ، فعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضـاً )) ثم شبّك بين أصابعه .. ]رواه البخاري [

و عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين في الجنة )) وضم أصابعه . ]رواه مسلم [.

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3533
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على شباب أمته ليسيروا على المنهاج الصحيح الذي يوافق شرع الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذا كان صلى الله عليه وسلم ينبّه الشباب على الأخطاء التي يقعون فيها ، أو يحتمل وقوعهم فيها قبل حصولها . ولقد كانت له صلى الله عليه وسلم طريقة فريدة من نوعها في معالجة الأخطاء .


تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال2639
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

كان صلى الله عليه وسلم يُشهرّ بالخطأ ويذمه ، ولا يشهر بصاحب الخطأ ، ولذلك لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يواجه شباب أمته بالخطأ أمام الناس ؛ لأن ذلك يؤذي إلى تحطيم شخصية المخطئ وإذلال نفسيته .


عن عائشة قالت : رخّص رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر ، فتنزّه عنه ناس من الناس ؛ فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب حتى بان الغضب في وجهه ، ثم قال : (( ما بال أقوام يرغبون عما رُخص لي فيه ، فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدهم له خشية )) ]رواه مسلم [.


وعن أنس بن مالك قال : إن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي عن عمله في السر ؟ فقال بعضهم : لا أتزوج النساء . وقال بعضهم : لا آكل اللحم . وقال بعضهم : لا أنام على فراش . فحمد الله وأثنى عليه فقال : (( ما بال أقوام قالوا كذا وكذا ؟ لكني أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني )) ]متفق عليه [.


قال الدكتور أحمد بن نافع المورعي : (( وفيه عدم مواجهته المدعو بالنقد والعقاب والملامة حتى لا تتأثر نفسيته ، وتحدث أمور عكسية ليست في الحسبان ، فقد تؤدي إلى إثارة الشكوك وحصول الضغينة والبغضاء ، وظهور العداوة والخلاف )) .
وما أحسن قول الشافعي رحمه الله :
تغمدني بنصحك في انفراد ...... وجنبني النصيحة في الجماعه
فإن النصح بين الناس نوع ...... من التوبيخ لا أرضى استماعه


ومواقف الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب كثيرة ، فلا يخفى على الكثير خطابه صلى الله عليه وسلم في كثير من  أحاديثه : (( لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات ..)) .. (( ما بال رجال يتأخرون عن النداء .. ))) .. (( ما بال أقوام يرفعون أبصارهم
إلى السماء ...))
 وقوله صلى الله عليه وسلم في حق ابن اللتبية : (( ما بال عامل ابعثه فيقول هذا لكم وهذا أُهدي إليّ )) وذلك عندما استعمله الني صلى الله عليه وسلم على الصدقة ، فلمّا قدم قال : هذا لكم وهذا أُهدي إليّ .




تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3138
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يواجه المخطئ بفعله أحياناً ، ولكنه يغضب لذلك فيعرف في وجهه ، فقد روى البخاري من حديث أبي سعيد الخدري  قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه .



وروت عائشة رضي الله عنها أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير ، فلمّا رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل ، فعرفت في وجهه الكراهية ، فقالت : يارسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ، فماذا أذنبت ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (( ما بال هذه النمرقة ..)) ]مسلم [.


تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3135
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

لقد انتهج الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوباً رفيعاً في تعليمه للشباب وتقويم أخطائهم ومن ذلك : إقناعه صلى الله عليه وسلم لذلك الشاب من قريش حين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يارسول الله ، ائذن لي في الزنا ؟ فأقبل عليه القوم فزجروه ، فقال : (( ادنه )) ،  فدنا منه قريباً ، قال :  فجلس . قال : (( أتحبه لأمك ؟ )) قال : لا والله جعلني الله فداءك . قال : (( ولا الناس يحبونه لأمهاتهم )) . قال : أفتحبه لابنتك ؟ )) . قال : لا والله يارسول الله جعلني الله فداءك . قال : (( ولا الناس يحبونه لبناتهم )) . وما زال النبي يسأل والشاب يجيب : لا والله جعلني الله فداءك ، فوضع يده عليه وقال : (( اللهم اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصّن فرجه )) ، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء .





فهذا شاب عارم الشهوة ، ثائر الغريزة ، صريح في التعبير عن نزواته ، فلقيه الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الرفق العجيب والحوار الهادئ ، فقام ذلك  الفتى مقتنعاً بخطئه عازماً على عدم الالتفات إليه .


,

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال2894
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

عن أسامة بن زيد قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم فهزمناهم ، ولحقت أنا ورجل من الانصار رجلاً منهم فلما غشيناه قال : لا إله إلأ الله ، فكف عنه الأنصاري وطعنته برمحي حتى قتلته ، قال : فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( يا أسامة ، أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله ! )) قال : قلت : يارسول الله ، إنما كان متعوذاً ، قال : فقال : (( أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله ! )) قال : فما زال يكررها عليّ حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك ا ليوم )) ]رواه مسلم [.

ولما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض السرايا بعد فتح مكة يدعون الناس للإسلام ولم يأمرهم بالقتل ، وبعث خالد على رأس سرية داعياً ولم يأمره بالقتال ، فوصل إلى بني جذيمة ، فوضعوا السلاح فأمر بهم خالد فكتفوا ثم عرضوا على السيف فقُتل منهم من قُتل ، فلمّا انتهى الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه إلى السماء وقال : (( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد )) ] المصدر : هذا الحبيب ، ص402[.

فقد أخطأ خالد في اجتهاده فيما أقدم  عليه ، فكان تبرؤ الرسول صلى الله عليه وسلم من فعل خالد مشعراً بعظم الخطأ الذي وقع فيه خالد .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3142
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

روى البخاري عن أبي ذر قال : سببت رجلاً فعيّرته بأمه ( قال له : يا ابن السوداء ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يأ أبا ذر ، أعيّرته بأمه ، إنك امرؤ فيك جاهلية ..)) ]انظر صحيح الجامع ، برقم (7822) [.  فقد عالج النبي صلى الله عليه وسلم خطأ أبي ذر حين عيّر الرجل بسواده بالتوبيخ والتأنيب ثم وجهه لما يجب فعله .



وقد عاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاب معاذ بن جبل وأنّبه عندما أطال بقومه الصلاة ،حيث جاء رجل يشكو معاذاً إلى الرسول صلى الله عليه وسلم  ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( يا معاذ ، أفتّان أنت ؟ ... )) ]انظر صحيح الجامع ، برقم (7966) [.

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال2700
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

يحتاج الشباب إلى التقدير والثناء عليهم وبيان حسناتهم ، وقد كان صلى الله عليه وسلم يستغل هذه الحاجة في الوقت المناسب لإصلاح أخطاء الشباب ، فعن خريم بن فاتك الأسدي قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( نعم الرجل أنت يا خريم لولا خلّتان فيــك )) قلت : وما هما يارسول الله ؟ قال : (( إسبال إزارك ، وإرخاؤك شعرك )) ]قال صاحب المنهاج ، ص338 ، أخرجه الإمام أحمد [.

وقوله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر : (( نعم المرء عبدالله لو كان يصلـي من الليل ))  قال سالم : فكان عبدالله لا ينام من الليل إلا قليلاً .

فحري بالمربين والمعلمين على وجه الخصوص الثناء على الشباب بما فيهم من خصال حميدة وتحذيرهم من سواها ، وأنهم عماد الامة وأملها ، وأنهم سيكونون بحول الله في مكان محمود متى تخلّصوا مما يقعون فيه من أخطاء قليلة .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3098
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

روى البخاري عن عمر بن أبي سلمة قال : كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا  غلام ، سمّ الله وكُل بيمينك ، وكل مما يليك )) ]متفق عليه [

وعن معاوية بن الحكم السلمي قال : بيّنا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت : يرحمك الله . فرماني القوم بأبصارهم ، فقلت : واثكل أُمّياه ، ما شأنكم تنظرون إليّ ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يُصمّتونني لكني شكتُّ . فلمّا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ، ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه ، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني ، قال : (( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن )) .

قال النووي : (( فيه بيان ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عظيم الخلق الذي شهد الله تعالى به ، ورفقه بالجاهل ، ورأفته بأمته وشفقته عليهم ، وفيه التخلُق بخُلُقه صلى الله عليه وسلم في الرفق بالجاهل ، وحسن تعليمه واللطف به ، وتقريب الصواب إلى فهمه )) .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
الوثيقة مترجمة الى
الانجليزية   
تم قراءة المقال3301
أرسل هذه الصفحة الي صديق باللغة
الانجليزية   
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

لقد بلغ المنهاج النبوي غايته وحقّق أهدافه في تربية شباب الصحابة حتى بلغ الشاب مبلغاً لم يبلغه الكبار ، فقد برز الشباب في جوانب كثيرة في العلم والإيمان ، والدعوة والجهاد ، وسائر الأعمال الصالحة . وسأعرض باختصار شديد بعض ما وصل إليه شباب الصحابة وتفوقوا فيه :
فهذا معاذ بن جبل يأتي إماماً للعلماء يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم : (( يأتي معاذ بن جبل يوم القيامة إمام العلماء برتوه )) .
ولقد كانوا أعلم الناس بكتاب الله ، وأجمع الناس له ، وأدرى الناس بمعانيه وأحكامه ، قال عبدالله بن مسعود : ما أنزلت سورة إلا وأنا أعلم فيما نزلت .. وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن من الشباب : (( استقرئوا القرآن من أربعة : من عبدالله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ، وأبي بن كعب ،  ومعاذ بن جبل ))]رواه البخاري [.



وقد أمر أبوبكر الصديق زيد بن ثابت بجمع القرآن ، مما يؤكد مكانة الشباب .
ولقد أثمرت توجيهاته صلى الله عليه وسلم جيلاً مؤمناً محباً لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، ولقد شهد بذلك المصطفى صلى  الله عليه وسلم يوم خيبر حينما قال : (( لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه ، يحبُّ الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله )) .]رواه البخاري [.



ولقد ظهرت قوة إيمانهم وصلابته يوم ثبتوا ثبوت الجبال الراسيات في مواجهة الابتلاءات التي تعرّضوا لها من قريش ، فهذا خبّاب بن الأرت جعل الكفار يلصقون ظهره بالرضف حتى ذهب لحم متنه رضي الله عنه وأرضاه . وهذا مصعب بن عمير بعد أن كان يلبس القشيب الزاهي ، وكان بين أبوين يغذيانه بأطيب الطعام والشراب ، فلمّا أسلم منعوه من ذلك كله ، حتى أصبح يلبس البالي المرقع ، فاختار شظف ا لعيش وشدة الحال حبّاً لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
ولقد  بذل شباب الصحابة الغالي والنفيس في سبيل الله ،  فهذا علي بن أبي طالب يفدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ، ويبيت في فراشه ، وكان عمره آنذاك نحواً من ثلاثة وعشرين عاماً . وذاك طلحة بن عبيد الله يقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ليفديه بنفسه ويترس عليه ليرد عنه النبل بيده حتى شُلّت يده رضي الله عنه وأرضاه .
وكان من نتائج تربيته صلى الله عليه وسلم للشباب صمودهم أمام الدنيا وزينتها . فقد أراد عمر بن الخطاب أن يمتحن معاذ بن جبل وأبا عبيدة بن الجراح بالمال ، فأعدّ عمر لكل واحدٍ منهما أربعمائة دينار ، وجعل كل واحدة في صرة ، وقال للغلام : اذهب بها إلى معاذ ثم إلى أبي عبيدة ، وتشاغل في البيت قليلاً لتنظر ما يصنع كلٌ منهما ! فما كان من معاذ إلا أن فرّقها جميعاً ولم يبق لأهله إلا دينارين . وكذلك فعل أبو عبيدة . فرجع الغلام إلى عمر فأخبره فسُرّ بذلك عمر وفرح وقال : إنهم أخوة بعضهم من بعض .
ولقد ترجم شباب الصحابة الإيمان إلى أعمال صالحة ، فمن ذلك أن ابن عمر كان له مهراس فيه ماء فيصلي ما قُدّر له ، ثم يصير إلى الفراش ، فيغفى إغفاء الطير ، ثم يثب ويتوضأ ثم يصلي ، يفعل ذلك أربع مرات أو خمس مرات ..
وكان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخلٍ ، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء ، وكانت مستقبلة المسجد ، وكان صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب ، فلمّا نزلت هذه الآية : {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ }(آل عمران: من الآية92) فقال أبو طلحة : يارسول الله إن أحبّ أموالي إليّ بيرحاء ، وإنها صدقة لله أرجو برّها وذخرها عند الله ، فضعها يارسول الله حيث أراك الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بخٍ ، ذلك مالُ رابح ، ذلك مالُ رابح .. )) ]رواه البخاري [.



ولقد تربى ذلك الجيل من الصحابة بين يدي رسول  الله صلى الله عليه وسلم فاتصفوا بصفات كثيرة من الأخلاق الحسنة ، والآداب النبيلة ، ومن جملة هذه الآداب :
أ) الأدب مع الوالدين والبر بهما :
فهذا أسامة بن زيد يعمد إلى نخلة فينقرها ويخرج جمارها فيطعمها أمه . فقال له : ما يحملك على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم ؟ قال : إن أمي سألتنيه ولا تسألن شيئاً أقدر عليه إلا أعطيتها .
وما كان أبو هريرة يحج حتى ماتت أمه لصحبتها .
وهذا الشاب معاذ بن عمرو بن الجموح يسعى لخلاص والده من عبادة الأوثان من قبل أن يكون في ظلمة قبر مرتهن .
ويشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم للشاب جعفر بن أبي طالب بالخُلقُ الحسن العظيم بقوله : (( أشبهت خلقي وخُلقي )) .
ولقد أثمرت توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمه جيلاً مجاهداً شجاعاً يبذل النفس والمال ، ويضحي بكل ما يملك في سبيل إعلاء كلمة التوحيد ونصرة دين الله ، ولقد كانت لأولئك الشباب بطولات رائعة ومواقف خالدة ، حسبنا نماذج موجزة من أحوالهم في الجهاد ونصرة دين الله والدفاع عن رسول الله .
1- عمير بن أبي وقاص في السادسة عشر من عمره يخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته يوم بدر ، فكان يتوارى ويجتهد لئلا يراه أحد ، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يرده ؛ لأنه لم يبلغ مبالغ الرجال ، فبكى عمير ، ورقّ قلبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجازه وقُتل شهيداً في هذه الغزوة .
2- روى البخاري ومسلم عن عبدالرحمن بن عوف قال : بيّنا أنا في الصف يوم بدر ، إذ التفتُّ عن يميني وعن يساري فإذا فتيان حديثا السن فقال لي أحدهما سرّاً من صاحبه : ياعم ، أرني أبا جهل ، فقلت : يا ابن أخي وما تصنع به ؟ قال : عاهدت الله إن رأيته أن اقتله أو أموت دونه . فقال لي الآخر سرّاً من صاحبه مثله . قال : فما سرّني أني بين رجلين مكانهما ، فأشرت لهما إليه فشدّا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه . وهما ابنا عفراء.
3- وفي معركة أُحد ردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من الفتيان لم يبلغوا الخامسة عشرة فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن رافعاً رامٍ فأجازه ، ولكن لشوق سمرة بن جندب للشهادة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أجزت هذا ورددتني ولو صارعته لصرعته . فقال : (( فدونكه )) فصارعه فصرعه سمرة فأجازه .
4- ويتجلى أثر التربية النبوية واضحاً في مواقف حنظلة بن أبي عامر ، وكان عروساً ليلة أُحد ، فعندما سمع النداء عجّل بالخروج ، ولم يغتسل وقاتل حتى استشهد ، وعندما رآه الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (( إن صاحبكم لتغسله الملائكة )) ولذا عُرف بعد ذلك بـ (( غسيل الملائكة أو الغسيل )) .
5- ولقد أثمرت توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في تطلعات الشباب وآمالهم ، فلقد كان الواحد منهم يجتهد في فعل ما يرضي ربه . قال عوف بن الحارث يوم بدر : يارسول الله ما يضحك الرب من عبده ؟ قال : (( غمسة في العدو حاسراً )) فنزع درعاً كانت عليه فقذفها ثم أخذ سيفه فقاتل حتى قُتل .
إنها التربية النبوية التي أدت بهذا الشاب إلى سؤال النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال الغريب العجيب ، فقد كان همُّه وشغله الشاغل أن يتقرب إلى ربه وهو في ساحة القتال بأحب الأعمال إلى الله .
هكذا هو جيل الشباب ، الجيل الذي تربى بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم واقتفى أثره ، واستنّ بسنته ، وأدرك حقيقة هذا الدين ، ثم آمن بالله ربّاً  ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً . ولما كان إيمانهم راسخاً انبثق عنه سلوك عملي ظهر في حياتهم الخاصة والعامة ، وعباداتهم ، ومعاملاتهم ، وفي حرصهم على نشر الخير في الأرض كلها .
وما أحوجنا في هذه الأزمنة إلى جيل مؤمن بربه ، مقتدٍ بنبيه ، يقود الأمة إلى سابق عزها وسؤددها ، وهذا لن يتأتى إلا بالاهتمام بالنشء وتربيتهم تربية إيمانية مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .


تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال2783
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم (( لا عدوى ولا صفر ولا هامة )) فقال أعرابي : يارسول الله ، فما بال الإبل تكون في الرمل كالضباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فمن أعدى الأولى )) ]متفق عليه [.
فأثبت الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله هو الخالق القادر على كل شيء ، وهو الذي فعل ذلك بالجميع ، وهذه الطريقة تؤدي إلى تقوية الإيمان فينشأ لنا جيل قويٌ في معتقده وثيق الصلة بربه .

ودور المعلم هو استغلال عرضه للعلوم الأخرى غير علوم الشريعة في غرس العقيدة الصحيحة ، وهذه وسيلة نافعة جداً في ربط المسلم بدينه في مختلف جوانب الحياة .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
الوثيقة مترجمة الى
الانجليزية   
تم قراءة المقال2591
أرسل هذه الصفحة الي صديق باللغة
الانجليزية   
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الناس بالخير ، وهو أول من يأتيه ، وينهاهم عن الشر وهو أول من يبتعد عنه ، وما أكثر الشواهد التي تتجلى فيها مسارعة النبي صلى الله عليه وسلم إلى فعل شيء أمر به أصحابه ، أو مبادرته إلى اجتناب شيء نهى عنه أصحابه . ومن تلك الشواهد :

أ) مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد وأثرها على الصحابة : روى البخاري عن أنس قال : وجعلوا _ أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم _ ينقلون الصخر ( لبناء المسجد ) وهم يرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول :

اللهم لا  عيش إلا عيش الآخرة ...... فاغفر للأنصار والمهاجرة

فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل معهم مواد البناء تارة ، وتارة يتولى النباء بنفسه وهم يتبادلونه . ولقد ظهر أثر مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة في قولهـم :

لئن قعدنا والنبي يعمل ....... لذاك منا العمل المضلل

والمعلمون أحوج الناس إلى التزام ذلك المنهج في واقع حياتهم ؛ لأنهم قدوة يقتدى بهم ، وطلابهم يأخذون عنهم ، فإن أمروا التلاميذ بالصدق كانوا أسرع الناس إلى تطبيقه ، سواء داخل المدرسة أو خارجها . وإن أمروهم بالصلاة مع الجماعة كانوا هم أول من يفعل ذلك سواء في مصلى المدرسة أو في المساجد .

ب) ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم منع أصحابه من لبس خواتم الذهب بدأ صلى الله عليه وسلم بنفسه فنبذ خاتمه ، وأخبرهم أنه لن يلبس خاتماً ، فلم يكن من الصحابة إلا أن نبذوا خواتمهم .. روى البخاري رحمه الله من حديث ابن عمر قال : أخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً من ذهب فاتخذ الناس خواتيم من ذهب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلــم : (( إني اتخذت خاتماً من ذهب )) فنبذه وقال : (( إني لن ألبسه أبداً )) فنبذ الناس خواتيمهم .

وفي هذا الحديث لم يوجه النبي صلى الله عليه وسلم أمره إلى أصحابه بنزع خواتيمهم بل سارع بنزع خاتمه ، وأخبرهم أنه لن يلبسه أبداً ، فما كان من الصحابة إلا أن سارعوا فنبذوا خواتيمهم .


تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3184
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لِما لا يدري لا أدري ، حتى يأتيه الوحي ، بل كان صلى الله عليه وسلم يرجع عن رأيه ويأخذ بالرأي الآخر إذا تبيّن أنه هو الصائب ، والرسول صلى الله عليه وسلم يبين أنه بشر ، وأن رأيه في الأمور الدنيوية التي ليس فيها تشريع قد يصيب وقد يخطئ . قال صلى الله عليه وسلم : (( لا تخيروني على موسى ، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفق ، فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله )) ]رواه مسلم [.

ولمّا سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم : أي البقاع خير ؟ قال : (( لا أدري )) فقال : أي البقاع شر ؟ قال : (( لا أدري )) .. حتى جاء الوحي بأن خير البقاع المساجد ، وشر البقاع الأسواق .]صحيح الجامع ، برقم (3271) [.

ومن امثلة رجوعه صلى الله عليه وسلم عن رأيه إلى الرأي الآخر إذا تبين صوابه والثناء على صاحبه : لمّا سبق الرسول صلى الله عليه وسلم المشركين إلى ماء بدر اختار موقعاً للنزول فيه ، أبدى الحباب بن المنذر رأيه .. (( يارسول الله ، فإن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم – قريش – فننزله ، ونغور – نخرب – ما وراءه من القلب – الآبار – ثم نبني عليه حوضاً فنملأه ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون )) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أشرت بالرأي )) وفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أشار به الحباب ابن المنذر .

والمعلم بحكم وظيفته وبشريته معرّض لكثير من المواقف سواء داخل دور التعليم أو خارجها ، فيا ترى بماذا يجيب المعلم إذا سُئل عن مسألة لا يعرف جوابها ؟ هل يوهم الطلاب ويدلس عليهم بكلام خاطئ ؟ أم يقول لا أعلم ليغرس هذا المبدأ في نفوس طلابه ، وأن عدم المعرفة ليس عيباً ولا نقصاً في حقه . ويا ترى ماذا يقول المعلم إذا أخطأ في مسألة ، وعارضه بها أحد الطلاب ثم بان له الصواب ، فهل يبادر بشكر الطالب والثناء عليه ، ويعترف بالخطأ أم أنه سيراوغ ، ويقلب الكلام ، حتى يبرهن لهم صحة قوله ؟ والمعلم الذي يدلس على الطلاب بإعطائهم معلومات خاطئة لينجو من موقف معين سوف ينكشف أمره لطلابه عاجلاً أم آجلاً ، ومن ثم تهتز صورته لديهم ، فلا يثقون بعد ذلك فيما يطرح من مواضيع وما يقدمه من معلومات .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3061
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

عن معاوية بن الحكم السلمي قال : بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم ، فقلت : يرحمك الله . فرماني القوم بأبصارهم ، فقلت : واثكل أمياه! ما شأنكم تنظرون إليّ ، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ،  فلما رأيتهم يصمّتونني لكني سكتُّ . فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه ، فوالله ما كهرني ، ولا ضربني ، ولا شتمني ، قال : (( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن )) ]رواه مسلم [.
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يعنّفه ولم يوبّخه ، بل عالج خطأه ، وعلّمه بأسلوب جميل مؤثر يفتح القلوب ويشرح الصدور ، ويحمل الآخرين على الاستماع والاستجابة . والمعلم أولى الناس باتباع هذه المنهج ، ومراعاة نفسيات وأحوال المتعلمين ، واستعمال أسلوب اللين وطيب الكلام ؛ لأن النفوس تنفر من الجفوة والغلظة ، وتأنس وتميل إلى الأسلوب الحسن .

وعلى المعلمين أن يراعوا ويقدّروا الخطأ الذي يقع من الطالب ، وهل هو من الخطأ الذي يُعذر الطالب بجهله به أم لا ؟ واستعمال الأسلوب المناسب في معالجة ذلك الخطأ .

وحديث المسيء صلاته خير شاهد على ذلك حيث تركه الرسول صلى الله عليه وسلم يحاول أن يتعلم ويصحح خطأه بنفسه بقوله : (( ارجع فصل فإنك لم تصل )) فلما عجز علّمه الرسول صلى الله عليه وسلم وبيّن له الصلاة الصحيحة بأسلوب حسن لا شدة فيه ولا  غلظة .]رواه مسلم [.

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال3308
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

المتأمل للسيرة يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمّى بالصادق  الأمين ، حيث لم يعهد منه كفار مكة كذبة واحدة ، ولقد كان لاتصافه صلى الله عليه وسلم بالصدق أثر كبير في دخول كثير من الناس في دين الله ، ورحم الله الصحابي الجليل عبدالله بن سلام الذي قال عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم لأول وهلة : (( لما رأيت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب )) .

ولقد كان صلى الله عليه وسلم يحثُّ على الصدق ويأمر به ، ففي الحديث المتفق عليه :((إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً )) .

ومما ينبغي للمعلم الاتصاف به التخلق بخلق الصدق ، حتى يثق به المتعلمون ويكسب احترامهم ، ويرفع من شأنه في عمله ، فإذا فقد المعلم الصدق فقد ثقة الناس بعلمه ، وبما يمليه عليهم من معلومات . فإذا حدّث طلابه صدق في حديثه معهم ، وإذا وعدهم صدق في تنفيذ ما وعد به .

فعن عبدالله بن عامر أنه قال : (( دعتني أمي يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت : ها تعال أعطيك ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( وما أردت أن تعطيه ؟ )) قالت : أعطيه تمراً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أما أنك لو لم تعطه شيئاً كتُبت عليك كذبة )) ..]صحيح الجامع ، برقم (1319)[.

فمتى ما جرّب المتعلم صدق معلمه ، استطاع المعلم بسهولة أن يفوز بثقة طلابه من غير حاجة إلى تأكيد ذلك لهم .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال2853
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

عن أبي هريرة قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إنّأ نركب البحر ، ونحمل معنا القليل من الماء ، فإن توضأنا به عطشنا ، أفنتوضأ من ماء البحر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( هو الطهور ماؤه الحل ميتته )) .]رواه النسائي وابن ماجه [.



قال الشيخ البسام : : (( فضيلة الزيادة في الفتوى على السؤال ، وذلك إذا ظن المفتي أن السائل قد يجهل هذا الحكم ، أو أنه قد يبتلى به ، كما في ميتة حيوان البحر لراكبه )) . فالرسول صلى الله عليه وسلم عامل السائل من جهة جهله ، فبيّن له حكماً جديداً قد يحتاج إليه من باب أولى .
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً قال : يارسول الله ، ما يلبس المحرم من الثياب ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يلبس القمص ، ولا العمائم ، ولا السراويل ، ولا البرانس ، ولا الخفاف ...)) ]رواه البخاري ومسلم [.



فالرسول صلى الله عليه وسلم أجاب السائل من جهة ما هو أنفع له ؛ لأن ما لا يُلبس منحصر فحصل التصريح به ، وأما الملبوس الجائز فغير منحصر .
والمعلمون يتلقون الكثير من الأسئلة من طلابهم ، فهل يقتصر المعلمون في أجاباتهم على مراد السائل فقط أم يزيدوا في الإجابة بأكثر من ذلك ، فالأولى ألا يقتصر على مراد السائل في كل الأحوال ، بل يحسن بالمعلم في أحيان كثيرة الزيادة وتوضيح بعض المسائل المتعلقة بالسؤال وخاصة إذا كان السائل يغلب عليه الجهل .
وعلى المعلمين الاستفاده مما يطرحه الطلاب من أسئلة والزيادة في الجواب لترسيخ معانٍ معينة أو بيان أحكام جديدة .
قلت : ولو أخذنا مادتي العلوم والرياضيات كأنموذج لكيفية زيادة المدرس في الجواب أكثر مما جاء في السؤال .
فلو سأل طالبٌ معلمه – مدرس العلوم – عن نسبة ارتفاع الجبال فوق سطح الأرض مع طولها في باطن الأرض .. فيحسن بالمعلم بعد إجابته على هذا السؤال أن يتكلم عن الجبال فيذكر فائدتها والحكمة من إيجادها ، وهي تثبيت الأرض ومنعها من الاضطراب ، ثم يذكر قوله تعلى : { ألم نجعل الأرض مهاداً (6) والجبال أوتاداً } ]سورة النبأ [.



لأن في ذلك تذكير للطلاب بعظمة الله وقدرته ، وربط المسلم بدينه في جميع المجالات .
وفي مادة الرياضيات لو سأل الطالب معلمه عن قانون إيجاد حجم متوازي المستطيلات ، فيحسن بالمعلم بعد أن يجيب على السؤال وهو أن : حجم متوازي المستطيلات = مساحة القاعدة X الارتفاع ، يحسن به أن يزيد في الإجابة فيذكر الطالب بقوله : ولا تنس أن :



مساحة المستطيل = الطول x العرض



وأن مساحة المربع = ( طول الضلع )2.
لأن متوازي المستطيلات في يحتوي على مستطيلات ، أو مربعات ، فلا يمكن أن يستفيد الطالب من إجابة الملعم على سؤاله الأول ، إلا بمعرفة ما تفضل به المعلم من الزيادة في الجواب ، وخاصة عندما يكون الفاصل الزمني بين المواضيع طويلاً ، أو عندما يكون الطالب السائل ضعيفاً ، فإن الزيادة في الجواب مطلوبة .






تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 16/01/1429     ---     ميلادي : 24/01/2008
تم قراءة المقال4789
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share

عن أبي هريرة قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إنّأ نركب البحر ، ونحمل معنا القليل من الماء ، فإن توضأنا به عطشنا ، أفنتوضأ من ماء البحر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( هو الطهور ماؤه الحل ميتته )) .]رواه النسائي وابن ماجه [.

قال الشيخ البسام : : (( فضيلة الزيادة في الفتوى على السؤال ، وذلك إذا ظن المفتي أن السائل قد يجهل هذا الحكم ، أو أنه قد يبتلى به ، كما في ميتة حيوان البحر لراكبه )) . فالرسول صلى الله عليه وسلم عامل السائل من جهة جهله ، فبيّن له حكماً جديداً قد يحتاج إليه من باب أولى .

وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً قال : يارسول الله ، ما يلبس المحرم من الثياب ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يلبس القمص ، ولا العمائم ، ولا السراويل ، ولا البرانس ، ولا الخفاف ...)) ]رواه البخاري ومسلم [.

فالرسول صلى الله عليه وسلم أجاب السائل من جهة ما هو أنفع له ؛ لأن ما لا يُلبس منحصر فحصل التصريح به ، وأما الملبوس الجائز فغير منحصر .

والمعلمون يتلقون الكثير من الأسئلة من طلابهم ، فهل يقتصر المعلمون في أجاباتهم على مراد السائل فقط أم يزيدوا في الإجابة بأكثر من ذلك ، فالأولى ألا يقتصر على مراد السائل في كل الأحوال ، بل يحسن بالمعلم في أحيان كثيرة الزيادة وتوضيح بعض المسائل المتعلقة بالسؤال وخاصة إذا كان السائل يغلب عليه الجهل .

وعلى المعلمين الاستفاده مما يطرحه الطلاب من أسئلة والزيادة في الجواب لترسيخ معانٍ معينة أو بيان أحكام جديدة .

قلت : ولو أخذنا مادتي العلوم والرياضيات كأنموذج لكيفية زيادة المدرس في الجواب أكثر مما جاء في السؤال .
فلو سأل طالبٌ معلمه – مدرس العلوم – عن نسبة ارتفاع الجبال فوق سطح الأرض مع طولها في باطن الأرض .. فيحسن بالمعلم بعد إجابته على هذا السؤال أن يتكلم عن الجبال فيذكر فائدتها والحكمة من إيجادها ، وهي تثبيت الأرض ومنعها من الاضطراب ، ثم يذكر قوله تعلى : { ألم نجعل الأرض مهاداً (6) والجبال أوتاداً } ]سورة النبأ [.
لأن في ذلك تذكير للطلاب بعظمة الله وقدرته ، وربط المسلم بدينه في جميع المجالات .

وفي مادة الرياضيات لو سأل الطالب معلمه عن قانون إيجاد حجم متوازي المستطيلات ، فيحسن بالمعلم بعد أن يجيب على السؤال وهو أن : حجم متوازي المستطيلات = مساحة القاعدة Xالارتفاع ، يحسن به أن يزيد في الإجابة فيذكر الطالب بقوله : ولا تنس أن :

مساحة المستطيل = الطول x العرض
وأن مساحة المربع = ( طول الضلع )2.

لأن متوازي المستطيلات في يحتوي على مستطيلات ، أو مربعات ، فلا يمكن أن يستفيد الطالب من إجابة الملعم على سؤاله الأول ، إلا بمعرفة ما تفضل به المعلم من الزيادة في الجواب ، وخاصة عندما يكون الفاصل الزمني بين المواضيع طويلاً ، أو عندما يكون الطالب السائل ضعيفاً ، فإن الزيادة في الجواب مطلوبة .

تحت مجموعةرسول الله مع الشباب
تاريخ اضافة المقالهجري : 03/03/1431     ---     ميلادي : 16/02/2010
تم قراءة المقال2551
أرسل هذه الصفحة الي صديقطباعة الصفحةتحميل بصيغة ووردBookmark and Share




كان الشباب في مكة يلهون و يعبثون ، أما محمد صلى الله عليه و سلم فكان يعمل ولا يتكاسل ؛ يرعى الأغنام طوال النهار، و يتأمل الكون و يفكر في خلق الله ، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم - بعد أن أوتي النبوة - ذلك العمل ، فقال : ( ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم ) فقال أصحابه : و أنت ؟ قال : نعم ، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة ) [البخاري] .


و كان الله - سبحانه - يحرسه ويرعاه على الدوام ؛ فذات يوم فكر أن يلهو كما يلهو الشباب ، فطلب من صاحب له أن يحرس اغنامه ، حتى ينزل مكة ويشارك الشباب في لهوهم ، وعندما وصل إليها وجد حفل زواج ، فوقف عنده ، فسلط الله عليه النوم ، ولم يستيقظ إلا في صباح اليوم التالي .


و عندما كانت قريش تجدد بناء الكعبة ، كان محمد صلى الله عليه وسلم ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره، فقال له العباس عمه : اجعل إزارك على رقبتك يقيك الحجارة، ففعل، فخر إلى الأرض، وجعل ينظر بعينيه إلى السماء، ويقول: إزاري..
إزاري، فشد عليه، فما رؤى بعد ذلك عريانا.


وحين جاوز النبي صلى الله عليه وسلم العشرين من عمره أُتيحت له فرصة السفر مع قافلة التجارة إلى الشام، ففي مكة كان الناس يستعدون لرحلة الصيف التجارية إلى الشام، وكل منهم يعد راحلته وبضاعته وأمواله،

وكانت السيدة خديجة بنت خويلد - وهي من أشرف نساء قريش ، و أكرمهن أخلاقا ، و أكثرهن مالا- تبحث عن رجل أمين يتاجر لها في مالها ويخرج به مع القوم ، فسمعت عن محمد و أخلاقه العظيمة ، و مكانته عند أهل مكة جميعا ، و احترامهم له ؛ لأنه صادق أمين ، فاتفقت معه أن يتاجر لها مقابل مبلغ من المال ، فوافق محمد صلى الله عليه وسلم و خرج مع غلام لها اسمه ميسرة إلى الشام.
وتحركت القافلة في طريقها إلى الشام، وبعد أن قطع القوم المسافات الطويلة نزلوا ليستريحوا بعض الوقت، وجلس محمد صلى الله عليه وسلم تحت شجرة، وعلى مقربة منه صومعة راهب، وما إن رأى الراهب محمدا صلى الله عليه وسلم حتى أخذ ينظر إليه ويطيل النظر، ثم سأل ميسرة: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ فقال ميسرة : هذا رجل من قريش منأهل الحرم ، فقال الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي ، و باعت القافلة كل تجارتها ، و اشترت ما تريد من البضائع، وكان ميسرة ينظر إلى محمد ويتعجب من سماحته وأخلاقه والربح الكبير الذي حققه في مال السيدة خديجة.


وفي طريق العودة حدث أمر عجيب، فقد كانت هناك غمامة في السماء تظل محمدا و تقيه الحر ، وكان ميسرة ينظر إلى ذلك المشهد ، و قد بدت على وجهه علامات الدهشة والتعجب، و أخيرا وصلت القافلة إلى مكة فخرج الناس لاستقبالها مشتاقين ؛ كل منهم يريد الاطمئنان على أمواله ، وما تحقق لهمن ربح ، و حكى ميسرة لسيدته خديجة ما رأى من أمر محمد، فقد أخبرها بما قاله الراهب، وبالغمامة التي كانت تظل محمدا في الطريق ؛ لتقيه من الحر دون سائر أفراد القافلة .

واستمعت السيدة خديجة إلى ميسرة في دهشة، وقد تأكدت من أمانة محمد صلى الله عليه وسلم و حسن أخلاقه ، فتمنت أن تتزوجه ، فأرسلت السيدة خديجة صديقتها نفيسة بنت منبه؛ لتعرض على محمد الزواج، فوافق محمد صلى الله عليه و سلم على هذا الزواج، وكلم أعمامه، الذين رحبوا ووافقوا على هذا الزواج، وساروا إلى السيدة خديجة يريدون خطبتها ؛ فلما انتهوا إلى دار خويلد قام أبو طالب عم النبي وكفيله يخطُب خُطبة العرس،
فقال: (الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل ، وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا ، و جعلنا أمناء بيته ، وسواس حرمه ، و جعلنا الحكام على الناس ، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل شرفا و نبلا و فضلا ، وإن كان في المال قلا، فإن المال ظل زائل ، وقد خطب خديجة بنت خويلد و بذل لها من الصداق ما عاجله و آجله من مالي كذا وكذا، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم، وخطر جليل) و تزوج النبي صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة، وعاشا معا حياة طيبة موفقة، ورزقهما الله تعالى البنين والبنات،
فأنجبت له ستة أولاد هم : زينب ، ورقية ، و أم كلثوم ، و فاطمة ، و عبدالله ، و القاسم ، و به يكنى الرسول فيقال:
أبو القاسم.


وحينما اجتمعت قريش لإعادة بناء الكعبة، وأثناء البناء اختلفوا فيمن ينال شرف وضع الحجر الأسود في مكانه، واشتد الخلاف بينهم، وكاد أن يتحول إلى حرب بين قبائل قريش، ولكنهم تداركوا أمرهم، وارتضوا أن يُحكِّموا أول داخل عليهم وانتظر القوم، وكل واحد يسأل نفسه: ترى من سيأتي الآن؟ ولمن سيحكم؟ وفجأة تهللت وجوههم بالفرحة والسرور عندما رأوا محمدًا يقبل عليهم، فكل واحدٍ منهم يحبه ويثق في عدله وأمانته ورجاحة عقله وسداد رأيه، فهتفوا: هذا الأمين قد رضيناه حَكَما، وعرضوا عليه الأمر وطلبوا منه أن يحكم بينهم، فخلع الرسول صلى الله عليه وسلم رداءه ووضع الحجر عليه، ثم أمر رؤساء القبائل فرفعوا الثوب حتى أوصلوا الحجر إلى مكانه من الكعبة ، عندئذ حمله الرسول صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ووضعه مكانه، وهكذا كفاهم الله شر القتال.

ولذا فقد أوصى رسول الإنسانية صلوات ربي وسلامه عليه بالشباب فقال أوصيكم بالشباب خيراً. فإنهم أرق أفئدة.. لقد بعثني الله بالحنيفية السمحة.. فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ رواه البخاري.


ومن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للشباب

1- الالتزام بطاعة الله وعبادته


عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) . رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح

وفي رواية الإمام أحمد : ( احفظ الله تجده أَمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة ، واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك ، وما أَصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أَن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسرِ يسرا ) .

قــال «خيـركم مــن يــرجى خيـره، ويؤمن شـره، وشـركم من لا يرجى خيره، ولا يؤمن شـره» رواه أحمد.

وقال ;: «المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب» رواه ابن ماجه.

وقال « المجاهد من جاهد نفسه في الله » رواه الترمذي.

وقال ;: «المسلم من سلم المسلون من لسانه ويده» رواه الطبراني.

وقال ;: «ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار؟ كل هيّـن ليّـن قريب سهل». رواه الترمذي.

قال «كن ورعاً تكن أعبد الناس، وكن قنعاً تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً، وأقلَّ الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب». رواه البيهقي في شعب الإيمان.


2- حفظ اللسان :

وفي حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ألا أخبرك بملاك ذلك كله ، قلت: بلى يا نبي الله ، فأخذ بلسانه ، قال : كف عليك هذا ، فقلت: يا نبي الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم .

3- طهارة النفس وعفتها : 

عَنْ عَلْقَمَةَ ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عَبْدِ الله بِمِنىً، فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ، فَقَامَ مَعَهُ يُحَدِّثُهُ. فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمن أَلا نُزُوِّجُكَ جَارِيَةٌ شَابَّةً، لَعَلَّهَا تُذَكِّرُكَ بَعْضَ مَا مَضَى مِنْ زَمَانِكَ. قَالَ فَقَالَ عَبْدُ الله: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَقَدْ قَالَ لَنَا رَسُولُ الله : «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِيعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاءٌ». رواه البخاري ومسلم .

روى الشيخان و الترمذي و النسائي و مالك و أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ : «‏ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ ،‏ وَ شَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ،‏ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ،‏ وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ،‏ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ .‏ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ فأَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ،‏ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ »‏روى البخاري و الترمذي وأحمد عَنِ عبد الله بنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم : «‏ نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ،‏ الصِّحَّةُ وَ الْفَرَاغُ.

قـال «البـر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس» رواه مسلم.

قال «أما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وخشـية الله تعالى في السـر والعلن» رواه الطبراني.



والناظر إلى الرجال الذين دخلوا الإسلام وتحملوا نشره يجدهم شبابا .


أبو بكر الصديق كانت سنه حينما دخل الإسلام 37 سنة.
عمر بن الخطاب كانت سنه حينما دخل الإسلام 26 سنة .
عثمان بن عفان كانت سنه حينما دخل الإسلام 20 سنة .
علي بن أبي طالب كانت سنه حينما دخل الإسلام 8 سنوات .

عبد الرحمن بن عوف كانت سنه حينما دخل الإسلام في حدود الثلاثين .
أبو عبيدة بن الجراح كانت سنه حينما دخل الإسلام 27 سنة .
والزبير بن العوام كانت سنه حينما دخل الإسلام 18سنوات .
طلحة بن عبيد الله كانت سنه حينما دخل الإسلام 11 عاما .
سعد بن أبي وقاص كانت سنه حينما دخل الإسلام 17 سنة .
عبد الله بن مسعود كانت سنه حينما دخل الإسلام 14 سنة .

الأرقم بن أبي الأرقم كانت سنه حينما دخل الإسلام 12 سنة .
سعيد بن زيد كانت سنه حينما دخل الإسلام 19 سنة .
جعفر بن أبي طالب كانت سنه حينما دخل الإسلام 18 عاماً .
صهيب الرومي كانت سنه حينما دخل الإسلام دون العشرين .
زيد بن ثابت كانت سنه حينما دخل الإسلام دون العشرين .

خباب بن الأرت كانت سنه حينما دخل الإسلام 20 سنة .
عامر بن فهيرة كانت سنه حينما دخل الإسلام 3 2 عاما .
مصعب بن عمير كانت سنه حينما دخل الإسلام 24 عاماً .
المقداد بن الأسود كانت سنه حينما دخ الإسلام 24 سنة .

بلال بن رباح كانت سنه حينما دخل الإسلام في حدود الثلاثين .
عثمان بن عفان كانت سنه حينما دخل الإسلام في حدود الثلاثين .
عمار بن ياسر كانت سنه حينما دخل الإسلام فيما بين الثلاثين والأربعين .
حمزة بن عبد المطلب كانت سنه حينما دخل الإسلام 42 عاماً ش




























ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق